كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وكان يستقل ما يبذل في سبيل الدعوة وهداية الناس، وكثيرإً ما يقول في
مجالسه: "لو كانت الدنيا كفها لقمة، ووضعت في فم إنسان لهدايته، لكانت
قليلة في جنب الهدابة ".
ومن مظاهر جوده وكرمه، ما كان عليه من كرم الضيافة، والتوسيع على
أهله وأولاده بما احل الله، وكان ذلك جزءاً من منهجه التربوي، الذي سار عليه
ودعا إ ليه.
وكل من نزل ضيفاً بالشيخ يعجب لما يرى عليه من حسن وفادته، وكرم
ضيافته، ومباسطته وإكرامه، وعزمه عليه في الطعام والشى اب، أخأ-إً بالسنّة
النبوتة وهديها في ذلك.
ومن نماذج بذله وإنفاقه في سبيل الله أنه عندما جرت اعمال تجديد (جامع
أ. ي ذر) وتوسعته، اراد ان يساهم بما يستطيع من ماله، وكان ضيّق ذات اليد
يومها، فحمل (سجادة عجمية) من بيته، هي من أنفس السجاد، هول يملك
سواها، وفرشه! في (جامع أبي ذر) وترك غرفة نومه جرداء، واستقبلت ذلك
زوجه بالتشجيع والفرح والرضا (1).
4 - تواضعه وعزّة نفسه:
عرف الشيخ بين إخوانه بشدة تواضعه، ولين جانبه، وخفض جنا حه لعباد
الله.
فكان يظهر عليه ذلك في ملبسه ومشيته، وفي لين قوله وحُسن كلامه.
ومن تواضعه أنه كان يكره أن يتمئز عن إخوانه بشيء، فلا يرضى القيام له
إذا دخل مجلساً من مجالسه الخاصة أو العإمة، ويكره أن تُقئل يده مع انه يرى أن
تقبيل يد العإلم والوالدين والرجل الصالح كل ذلك مكرمة وفضيلة، وما كان
يرى ذلك لنفسه تواضعاً منه رحمه الله.
(1)
وقد حدثني والدي رحمه الله بهذ 5 القصة.
77

الصفحة 77