أما رحمته وشفقته؟ فلئن غلبت على الشيخ الشدّة والحزم، والقوه
والعزم، ولكن ذلك لم يكن مجانباً للحكمة، أو بعيداً عن الشنمقة والرحمة بعباد
الله، فمن امثلة ذلك:
فمن رحمته بأولاده وشفقته، انه كان لا يوقظهم إلى التهجّد في
الشتاء، حتى يسخن لهم الماء للوضوء، ويدفئ لهم البيت الذي يريدون الصلاة
فيه، وهذا ايضاً من اسلوبه التربوي لتحبيبهم بالطاعة، وترغيبهم بها.
ومن رحمته وشفقته، أنه كان يحثثا دائماً على الاعتدال، وإعطاء أنفسنا
حظها من النوم والاستجمام، كيلا تمل العمل الصالح، فتساًم وتقطع عن عمل
الخير.
ومن أجمل نماذج شففته ورحمته: موقفه في رعايته للأيتام وتو جيههم،
فقد طُلب منه ان يرسل بعض إخوانه لتوجيه طلاب الميتم الإسلاميئ، التابِع
للجمعية الخيرثة الإسلامثة بحلب، وكان الأيتام فيه مسيّبين دون أيّ توجيه ديني
او رعاية تربوية، فكثرت فيهم المشكلات الأخلاقية، والانحرافات السلوكية،
وخان بعض القائمين عليهم الأمانة، وتبع ذلك تخلّف كثير منهم دراسياً، فجمع
الشيخ بعض إخوانه الذين اختارهم لهذا العمل، وكإن الباحث أحدهم، وشدّد
علينا في الوصية بهؤلاء الأيتام، وأكد لنا ان مهمتنا معهم التحبّب إليهما،
والتحبيب لهم بالإسلام، وهي تتعارض مع استعمال الضرب مطلقإٌ، وعندما
رأينا واقعهم عانينا منهم مظاهر كثيرة من فساد التربية، الذي يرى غير المتمرس
بالتربية انه لا يفلح معها إ لا الضرب واستعمال العصا، فحدَثْنا الشيخَ عما رأينا
وقلنا: إنَ الضربَ امر لا مفزَ منه مع هؤلاء، إئهم احداث جانحون، فأصرّ علينا
ألأ نفعل مهما يكن الأمر، وكان رحمه الله كفما عرض عليه هذا الواقع، أصرّ
على منع الضرب، وبعد سنوات أثمر أسلوب الشيخ التربوي مع هؤلاء إليتامى،
وظهرت منهم ثفة سوثة، مستجيبة لدين الله ودعوته، مفبلة على الخير.
وكان الشيخ يوليهم عناية خاصة، فيزورهم بين الحين والآخر،
79