كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وكان يولي طلاب العلم الشرعي عناية خاصة، وبراً أكبر، لما يرى من
إجحاف المجتمع بحقوقهم، ولما في بزهم من العون لهم على اداء رسالتهم
التي فيها الخير الأعتم للأمة.
وبلغ من برّه لطلاب العلم الشرعي انه كان لا يقدّم على طالب العلم في
تزويج بناته أحداً، وقد زؤج أكثر بناته لطلاب علم لا يملكون من حطام الدنيا
شيئاً.
وأما صلته لرحمه؟ فقد كان حريصاً على صلة أرحامه، يحسن إليهم
ويكرمهم، ويحرص على زيإرتهم في كلّ مناسبة، ودعوتهم إلى الخير
وتذكيرهم.
7 - حكمته وبديهته:
كان الشيخ رحمه الله حكيمأ في فهمه ومنهجه، حكيماً في موإقفه
واسلوبه، وكان من حكمته في مواقفه حرصه على الشورى في معالجة أمور
إخوانه، وفي علاقته مع العلماء والمشايخ.
- وكان حاضر البديهة، مسدد الإجابة، وتتجفى بديهته في إجاباته
للطلاب ومناقشاته لهم، وبخاصة في إثبات وجود اللّه، والتعريف بحقائة!
الإسلام، والردّ على شبهات أعدائه، فله في ذلك مواقف كثيرة كان يحدّثنا عنها
في مناسباتها.
8 - ذوقه ولطفه ومزاحه وفُكاهنه:
وكان رحمه الله على غاية الذوق واللطف، له ذوقه الخاصّ في كلّ أمر،
ولا عجب في ذلك بعد ان عرفنا انّ الشيئ كان ذا ذوق فنّي عالٍ في الخطّ
والرسم، وذا إحساصٍ رفيع بالجمال!.
فكان له ذوقه الرفيع في الكتابة، يكتب على ورق غير مسطّر باستقامة في
الكتابة، لا تختلف عن الكتابة على الورق المسطر، وكان يترك هامشاً من اليمين
81

الصفحة 81