كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

ويوضمح الشيخ الأسس التي يرى قيام الدعوة عليها، فيقول رخمه الله:
". . . ومن اول خطوات الدعوة إلى الإسلام: البدء بإعداد الأفراد في أنفسهم،
وذلك! بتكليفهم أعمالاَ ومجاهدات، ثم بمحاسبتهم عليها، ثم بإعداد الأسر
الصالحة، ولا يتهيا ذلك إلا باختيار الزوجة الصالحة لبناء البيت الصالج، ثم
بتربية الأولاد تربية إسلامية صإلحة، وشعور الرجال بالمسؤولية عن كل كبير
وصغير، من شأن الأسر ونثأتها وسلوكها. . ثم بدعوة الناس إلى المساجد
بيوت الله، لتجديد الإيمان في قلوبهم، ودعوتهم الى الدين، والعمل بأحكامه،
الاحلال حلاله، وتحريم حرامه، وربطهم بمحاسبات على أعمالهم، في جوّ
اخؤة اسلامية صادقة ناصحة.
فإذا راى المسلمون العاملون خلوّ المجتمع ممن يدعو إلى الإسلاَم عاف
هدْا المنهج الواضح السديد؟ نهضوا يعملون، مستعينين بالئه عزَّ وجلّ، لتحقيق
هذه الغاية الكريمة، وسدّ هذا الفراغ البئن، وذهبوا يدعون إلى الإسلام دعوة
عملية صإدقة، قائمة على منهاج عملي واضح. . ينبغي أ لا تكون دعوتهم قاصرة
على جلسة وعظ فقط، يضيفونها إلى جلسات المساجد الأخرى، ش لا على
حلقات علمية بحتة، يجمعون الطلاب عليها، ولا على ذكر صوري لساني، ولا
يحدث انقلاباَ في نفوس الأفراد والجماعات، فليس ينقص الناس اليوم جلسات
وعظ، ولا صفوف علم، ولا حلقات ذكر، كما تنقصهم الدعوة إلى تطبيق
وعمل دماصلاح. . فإن الأمّة الإسلامية اليوم في أمسن الحاجة إ لى دعوة! ن مذا
النوع، بعيدة عن الأهواء، وخالصة لوجه الله، لا تشوبها شائبة من مطمع
دنيوي، او غرض نفسي، أو عرض زائل.
ينبغي أن يبدأ الدعاة بأنفسهم، يقوون فيها الإيمان بالئه تبارك وتعالى،
ويربونها على تقوى الله عز وجل، ويجاهدونها على امتثال أمره، 5 اجتناب
نهيه، حتى ينجوا مما وقع فيه الناس في هذا المجتمع المريض، من مخالفة
لدين الله، وخروج على طاعة الله، وتلوث بمعاصي الله. . يركزون دعوتهم أولاً
على نفوسهم، ويعتبرون هذا البدء نقطة الانطلاق للعمل الإسلامي المجدقي،
86

الصفحة 86