كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

تمهيد
لقد عاش الشيخ احمد بين جيلين، ونشأ في بيئتين: بيئة العلماء
والمشايخ، التي يمثئها والده الشيخ عيسى، وشيخه الشيخ محمد أبو النصر
رحمهما الله تعإلى، ومَنْ كان على شإكلتهم، وبيئة الجيل الجديد، التي تمثّلها
الدراسة العصرية في المدارس الحكومية، التي درس فيها، فنظر بعينٍ إ لى جيله
الذي ترئى في بيئته، وبعين اخرى إلى الجيل الجديد، الذي نشأ في مدارسه،
فراى ان بين الجيلين سدّاً منيعاً، وفجوةَ عميقة، منها ما هو مفتعل مصطغ،
ومنها ما هو حقيقيئ له أسبابه المفهومة، ومبزراته المعقولة، وإنَ خطاب اولئك
المشايخ لايتناسب مع هؤلاء، فلابد من تفهُم المستجذَات الحادثة، والتطوّراب
الاجتماعيّة المختلفة، وتعديل الخطاب الدينيئ والدعويّ وتطويره،
بما لا يتعارض مع ثوابت الدين وقيمه ومبادئه، وذلك ليتناسب مع عقلية الجيل
الجديد واهتماماتها، وليكون مؤثّراً فيها. .
وإنَ كثيراً من الناشئين مثل هذ 5 النشأة لا يحسنون الموازنة بين النظرين،
والمواءمة بينهما:
فإمَّا أن يغلبَ عليهم الإعجاب بما رأوا عليه الاَباء والأجداد، فيميلوا إ لى
ما نشؤوا عليه ويعتزوا به، ويحاربوا كل ما عدا 5، ولو كان نافعاً مفيداً، لا يتعارض
مع شيء من حقائق دينهم، فلا يعيشون زمانهم، ولا يخدمون دينهم.
وإفَا أن يفتتنوا بالوافد الجديد، وينظروا باستصغار واحتقار لما كان عاجه
الاَباء والأجداد، فينسلخوا عنه بكلّيّحهم، ويابوا ان يستبقوا على شيء منه، وهذا
ما حدث لكثير من شباب ذلك الجيل، نظراَ لما دُبِّرَ له من مكر، وأُحيط به من
مخططات الاستعمار، واسإليبه ووسإئله. .

الصفحة 9