كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وجعلها خاتمة الشرائع وناسخة لها، واختارها لتكون صالحة لكل زمان
ومكان، وأمر اللّه تعالى نبئه! شَي! بتبليغها، ودعوة الناس إليها، ليستجيبوا لها،
ولتكون منهاجاً لهم في حياتهم، يسيرون عليه، ويعملون بمقتضاه، فمن آ! ن
بالإسلام شريعة عمل بها، واذعن لها".
ثم يتحدث عن (اهمية النموذج الإسلامي في المجتمع)، فيقول: "لا
قيام للإسلام في المجتمع إلا بوجود افراد فيه، يطئقون الإسلام في أنفسه! ا،
فيكونون نماذج حية، يمثفون الإسلام تمثيلاً عملياً، يدعون إليه بأقوالهم
وافعالهم، ويمثقونه في عباداتهم ومعاملاتهم واخلاقهم، وفي مساجدهما
وأسواقهم، وفي سزهم وعلانيتهم وسائر تصزفاتهم. . بهذ! قام الإسلام أول
مرة، يوم آمن به رجال، فعملوا به، وطئقوا أحكامه، ومثّلوه في مجتمعهم،
وعلاقات أفراده، وصلات بعضهم ببعض ".
ثم يقول تحت عنوان: (فقد النموذج الإسلامي في واقعنا): -"لا تخلر
المجتمعإت الإسلامية اليوم في اقطإر المسلمين من أفراد يعملون بالإسلام،
ويطبقونه في أنفسهم تطبيقاً صالحاً؟ إلآ أنَ هؤلاء الأفراد مغمورون في
مجتمعاتهم، ليس لهم فيه! بروز ولا ظهور. . فلا بدّ إذن من اجتماع هؤلاء
العاملين، ليؤلفوا نواة صالحة صادقة للمجتمع الإسلامي المنتظر".
ويخلص الى ضرورة الجانب العمليئ في الدعو 5، فيقول: " قيام جماعة
على هذا الأساس واجب: إذا رأى المسلمون انهيار الإسلام في مجتمعهم، وما
وصل إليه من الغربة، ورأوا الهوة العميقة التي انحدر إليها المسلمون بسبب
تخففهم عن الإسلام: رأوا من الواجب المحتم أن يعملوا على إيجاد النماذج
الإسلامية الصالحة في المجتمع كأفراد، ثم تكوينها نموذجاً إ سلامياً كجماعة.
وانما ينهيأ ذلك على سواعد رجال اَمنوا بالئه وبشريعة اللّه، وصدقوا في
تكوين أنفسهم، وتربيتها على ا لإسلام الكامل، وتضافروا على الخير، وتعاونوا
على الحق، الى أن يتألف منهم مجتمع صالح، يمثّل القدوة العملية المفقودة،
وما ذلك على الله بعزيز ".
91

الصفحة 91