كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

4 - ويتحذَث في الركن الرابع من اركان الدعوة إلى الإسلام، وهو
(الذكر) عن أهمية الجانب الروحي في حياة الإنسان، واهتمام الإسلام به
فيقول: ". . . اهتئمَ الإسلام بالروح اهتماماً كبيراً، وحث على سلامتها من
أدران المادة، واوصاف البهيمة، وهيأ لها غذاءً روحياً، يحفظ بقاءها، ويبعث
فيه القوة والصفاء، والطهارة والإشراق، فكما أن الجسد إذا انقطع عفه غذاؤه،
ذبل وضعف، وانحفت قواه، وصار إلى هلاك، فكذلك الروح إذا انقطع عنها
غذاؤها الروحي، كان ماَلها الذبول والاضمحلال، وصارت إلى موت
معنوي. . .".
وعن آهمية الذكر للمسلم يقول: "وأنت بعد هذا إذا سمعت قول
الرسول الكريم! سي!: (مَثَلُ الذي يذكر ربه، والذي لا يذكره مثل الحيّ
والميت) (1)، عرفت ان الذكر دعامة قوية يقوم عليها بناء الدين كله، ينبئ عن
هذا قول النّه جلّ ذكره: " فابهروفي- أ كزكُتم " 1 البقرة: 52 1)، فلا عجب إذن أن
يشبّه النبي عنَي! الذاكر، وقد استنار قلبه بنور المعرفة، وتحلّى قالبه بحلة الطاعة،
بالحي الذي تزين ظاهره ببهجة الحياة، وباطنه بنور العلم والإدراك، وأن يشبّه
الغافل، وقد قسا قلبه، وأظلمت نفسه بالجثة الهامدة، تعطّل ظاهرها، وأظلم
باطنها، فلحقت بعالم الجماد".
وتحت عنوان (الذكر والدعوة إلى الإسلام) يقول: " الدعاة إلى اللّه تعالى
لا بدّ لهم من عُددِ، واقوى عُددهم قلوبٌ عامرة بالإيمان، مثرقة بأنوار اليقينط
دائمة الصلة بالئه تبارك وتعالى، ويعبّر عن هذ 5 القلوب السنة ناطقة بالحقّ داعية
إليه. . فإذا عمرت قلوب الدعاة بذكر اللّه تعالى، وأشرقت بالإيمان واليقين،
عئرت عنها الألسن بأوضج بيان، ونطقت بالحكمة والعرفان، فكلّ كلام يبرز،
وعليه كسوة القلب الذي برز منه. . وقديماَ قيل: (ما خرج من القلبِ وقعَ في
القلبِ، وما خرجَ من اللسانِ لا يجاوزُ الاَذان).
(1)
رواه البخاري: 1 1/ 175 و 177؟ ومسلم (779).
92

الصفحة 92