كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

عامة، وقد يكون بين المؤمنين اخوة خاصة، فيتاَخى جماعة في الله، يحمت
بعضهم بعضاً، يسود أخوّتهم الإخلاص الأتثم، والوفاء الأكمل، فيتعاملون
بالإيثار، ويتفادون بالأموال والأرواح، وهذه أسمى مراتب الأخوّة: لما ها خر
المسلمون الأؤلون إلى المدينة تنافس فيهم الأنصار. . فما نزل مهاجر على
انصاري إ لا بقرعة. . ثم اخى النبي! يًخم! ر بين المهاجرين والأنصار، ووئّق روابط
الأخؤة بينهم، حتى تنازل الأخ الأنصاري لأخيه المهاجر عن نصف ماله، وآثر5
على نفسه فيما يحبّ".
والأخؤة في الله هي الصحبة الصالحة، التي تعد ضرورة ملحّة من
ضرورات الاجتماع الإسلامي الرشيد؟! فكم من ضعيف متحيّر، متردّد
متشكك، صحب مؤمناً قوفي الإيمان، صادق اليقين، فانتقلت إليه عدوى
الخير، وتخفص من ظلمات الثكّ والارتياب، ورسخ في قلبه الإيمان واليقين،
وما انتشرت دعوة الإيمان منذ أول امرها، إلا بصحبة اهل الإيمان. . . ".
". . وكما أن عدوى الخير تسري، فكذلك عدوى الشرّ، فمن! صحب
أهل المعاصي والغفلات، اوصلته صحبتهم إلى ما وصلوا إليه من المعاصيب
والمخالفات، التي تضعف الإيمان، ثمّ توصل إلى الكفر البواح، وعاقبة ذلك
الندامة يوم القيامة!.
وينحدث عن خطر وهن الأخوة الصالحة على المجتمع، فيقول: " إذا
انقطعت أواصر الأخوة في مجتمع، وتفككت روابط المحبة بين أفراده، ظهرت
الأثرة البغيضة، وسعى الفرد في شان نفسه، والقى بمصلحة المجموع عُرْض
الحائط، فامتلأت الصدور بالأحقاد، وفشت بين الناس الشحناء، واشتعلت نار
الحسد في القلوب، وظلم القوي الضعيف، وفسدث ذات البين. . وإذا حصل
هذا الوهن، لم يعد يربط الناس بعضهم ببعض إلأ مصالح شخصية، لا تلبث أن
تنقضي، لأنها سربعة التقفب، لا دوام لها ولا استمرار. . وقد تربط بين الناس
حي! ذٍ علاقات غير صحيحة، من حزبية ضائة عمياء، أو عصبية لمبادئ منحرفة
واهواء، او مريدية مغفلة جامدة، لا نمت الى التصوف الصادق بصلة، و لا تهتدي
بهدي السلف الصالح الرشيد. . .!.
94

الصفحة 94