كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وكان الاعتكاف عدا عما فيه من العبادة، فإن فيه حياة جماعية كاملة،
يتدرّب فيها الإخوة على التعامل الأخوي، واداء حقودتى الاخوّة، وتظهر فيه
أخلالتى الإخوة من الخدمة والتعاون، والح! ث والإيثار، والبذل والتناصح.
وكانت الإحياءات تقام بين الحين والاخر، لمناسبة أو غير مناسبة،
وغالبأ ما يكون فيها سحور، ثم صيام اليوم الذي يليها، ويغلب عليها طابع
العبادة، من صلاة أو ذكر أو تلاوة القرآن الكريم 5تدارسٍ له، وتطهح في!
موضوعات فكرية ودعوية للحوار والمناقشة.
7 - الدورات الصيفية الشرعية والثقافية: حرص الشيخ رحمه اللّه على
استغلال اوقات الصيف لدى الشباب، وكان اكثرهم من طلاب المدارس، فأ قام
لهم دورات صيفية مكثفة، في العلوم الشرعية، التي يحتاجها الشباب: في الفقه
والتوحيد، والتجويد والتفسير، والحديث والسيرة النبوية، وقرَّر له! ا مناهج
مختارة لحفظ ما تيسّر من القراَن الكريم، وتعاون مع بعض طلاّب العلم الشرعي!
لتدريس هذه العلوم، ووضع لهم المناهج المناسبة، كما نبَم لهم مواعيد
الدروس في المسجد على غرار الأساليب المدرسية، فكانت الدروس تبدأ من
بعد العصر وتنتهي بعد العشاء بساعتين كل يوم، ومنها ما يكون بعد الفجر.
كما كان يختار للشباب في صيف كلّ عام بعض الكتب الثقافية التي يثق
بكتّابها، ويرى أنهم يحملون فكراً شمولياً متوازناً، بعيداً عن الإفراط أو التفريط،
ويطالب الشباب بدراسته! وتلخيصها، ثم يُختبرون بها، وتقدّم الجوائز للفا ئزين
تشجيعاً لهم وترغيباً.
8 - المخيمات التربوية السنوية: بدأت المخيمات التربوية السنوية مع
قيام الجماعة ونشاًتها (1)، وفكرتها قريبة من (الكشافة) أو (الجوالة) وت! د
(1)
بلغ عدد المخيّمات التي اُقيمت في حياة الشيخ أربعة عر مخيماً، وقد وخه إلى
كل مخيم كلمة توجيهتة مكتوبة، تبلغ كل واحده منها عر صفحات أو أكثر، ولو
جمعت لكان منها كتاب دعوفي وتربوي مفيد، ولا ندري ما فعلت بها ا لأيام.
98

الصفحة 98