كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 6)
وبعث إليه قريش في فداء الأسيرين
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا نفديكموها حتى يقدم صاحبانا- يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان- فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم» .
فقدم سعد وعتبة، فأفدى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الأسيرين عند ذلك بأربعين أوقية كل أسير، فأما الحكم بن كيسان فأسلم وحسن إسلامه وأقام عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا. وأما عثمان بن عبد اللَّه فلحق بمكة فمات كافرا.
فلما تجلّى عن عبد اللَّه بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالوا: «يا رسول اللَّه أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين» ؟ فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة 218] فوضعهم اللَّه تعالى من ذلك على أعظم الرجاء.
تنبيهات
الأول: في هذه الغزوة سمي عبد اللَّه بن جحش أمير المؤمنين كما ذكره ابن سعد، والقطب وجزم أبو نعيم بأنه أول أمير أمّره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ويؤيده ما سبق عن سعد [بن أبي وقاص] في الباب قبله.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
بطن نخلة.
الأديم: بوزن عظيم الجلد.
خولاني: بفتح الخاء المعجمة.
أنشر كتابي: افتحه.
النّجدية: منسوبة إلى نجد، وهو ما ارتفع من أرض تهامة إلى العراق، وهو مذكّر. يؤمّ:
يقصد.
ركبة: بضم الراء وسكون الكاف وبالموحدة.
ابن عتبة: بضم العين المهملة وسكون الفوقية وبالموحدة.
عكّاشة: بضم العين المهملة وتشديد الكاف أفصح من تخفيفها.
محصن: بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين وبالنون.
البكير بالتصغير.
سهيل: بالتصغير ووقع في بعض نسخ العيون مكبّرا والصواب الأول.
الصفحة 19
454