كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 7)

الصبيان إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد قنّع رأسه بثوب، فسلم عليّ، ثم دعاني فبعثني في حاجة، وقعد في نخل حائط» الحديث.
وقال ابن سعد رحمه الله تعالى: أخبرنا الفضل بن دكين عن عبد السلام بن حرب قال:
حدثنا موسى الحارثي في زمن بني أميّة قال: وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم الطّيلسان فقال: «هذا ثوب لا يؤدّى شكره» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والطبراني بسند حسن- عن أمامة بن زيد رضي الله تعالى عنه قال:
لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أدخل عليّ أصحابي» ، فدخلوا عليه، فكشف القناع، ثم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [ (2) ] .
وروى أبو عبيدة في غريبه عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على إبل لحيّ يقال لهم بنو الملوّح، أو بنو المصطلق قد عبست في أبوالها من السّمن، فتقنّع بثوبه، ثم قرأ قول الله تعالى: لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ الآية.
وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد والبخاري في تاريخه، وأبو داود والنسائي وابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وعرفنا ذلك منه، فتنحى منتبذا خلفنا، وجعل يغطّي رأسه بثوبه، فأتانا، فأخبرنا أنه قد أنزل عليه الوحي: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم متقنّعا بثوبه فقال: «يا أيها الناس، إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلّون، فمن ولي منكم أمرا ينفع فيه أحد، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» [ (4) ] .
وروى الطبراني عن زيد بن سعد عن أبيه رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متقنّعا، حتى جلس على المنبر، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ثم قال:
«أيّها الناس احفظوني في هذا الحي، من الأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، أقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» [ (5) ] .
__________
[ (1) ] ابن سعد 1/ 2/ 155.
[ (2) ] أخرجه أحمد 1/ 218، 518، 2/ 216، 5/ 204، 6/ 34، 121، 255. وأبو عوانة 1/ 399 وهو عند البخاري 1/ 116، 2/ 11، 128 ومسلم في المساجد باب 3 (19، 21) .
[ (3) ] أحمد 1/ 564، 5/ 317، 318.
[ (4) ] أحمد 1/ 289.
[ (5) ] الطبراني في الكبير 6/ 40.

الصفحة 288