كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 7)

روى البزار والطبراني وابن قانع عن سهل بن مسرّح الأشعري قال: رأيت أبي يقلم أظافره، ويدفنها وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يفعل ذلك.
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خمس من الفطرة الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط» [ (1) ] .
وروى البيهقي في شعب الإيمان- وصححه- من طريق سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان إبراهيم عليه السلام أول من اختتن، وأول من رأى الشيب، وأول من جزّ شاربه، وأول من قلم أظافره وأول من استحدّ [ (2) ] .
وروى مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: وقّت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط ألا نترك أكثر من أربعين يوما [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي في الشمائل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون [ (4) ] .
وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء الله أن يسدلها، ثم فرق بعد.
وروى مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
قال رجل في زاد المعاد كان هديه صلى الله عليه وسلّم تركه كله، أو حلقه كله، ولم يكن يحلق بعضه، ولم يحفظ أنه صلى الله عليه وسلّم حلق رأسه إلا في نسك انتهى.
فعلى هذا الخلاف فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الشريفة بعد الهجرة أربع مرات كما ذكره الحافظ أبو الخير السّخاوي في فتاويه.
الأولى والثانية: في الحديبية، وعمرة القضاء، والمباشر لذلك منها خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل الخزاعي حليف بني مخزوم رضي الله تعالى عنه، ذكر جماعة منهم أبو عمر
__________
[ (1) ] أخرجه أبو داود في الترجل باب (16) والترمذي (2756) والنسائي 1/ 14، 7/ 129 وابن ماجة (292) وأحمد 2/ 229 والحميدي (936) وعبد الرزاق (20243) وأبو عوانة 1/ 190 وابن أبي شيبة 1/ 195، 9/ 58 والبخاري في الأدب المفرد (1257، 1293) .
[ (2) ] انظر الدر المنثور 1/ 115.
[ (3) ] وانظر الترمذي (2758) وابن ماجة (295) والبيهقي 1/ 150.
[ (4) ] البخاري 4/ 230 والنسائي 8/ 184 وأحمد 1/ 287 والطحاوي في المشكل 4/ 320 وفي المعاني 1/ 489.

الصفحة 349