كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 7)

وروى عبد بن حميد عن عدي بن حاتم قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد فقال القوم: هذا عديّ، وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك: إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال: فقام معي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا: لنا إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما.
وروى أبو ذر الهروي في دلائله عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أخبره أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمرضها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعود المساكين، ويسأل عنهم.
وروى الإمام أحمد والبخاري وابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: إن كانت الأمة من المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق بها في حاجتها فلم ينزع يده من يدها، حتى تذهب به حيث شاءت [ (1) ] .
وروى ابن إسحاق الزجاجي في تاريخه عن عكرمة رحمه الله تعالى: قال العباس رحمه الله تعالى: يا رسول الله إني أراهم قد آذوك، وآذاك غبارهم، فلو اتخذت عريشا تكلمهم فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبي وينازعوني ثوبي، ويؤذيني غبارهم، حتى يكون الله هو الذي يرحمني منهم» [ (2) ] .
وروى أبو داود، وابن ماجة، وابن حبّان، وقاسم بن ثابت، والطبراني عن أبي سعيد وغيره من الصحابة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بغلام- زاد الطّبراني أنه معاذ بن جبل يسلخ شاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «تنحّ حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ» ، فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد واللحم، فدخس بها حتى ترادّت إلى الإبط، ثم قال: «يا غلام هكذا فاسلخ» [ (3) ] .
وروى مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه، فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها [ (4) ] .
وروى البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبيان، فسلم عليهم [ (5) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري 10/ 489 (6072) .
[ (2) ] أخرجه الدارمي 1/ 36 وابن أبي شيبة 13/ 257 وانظر المجمع 9/ 21 والكنز (10992) (10993) .
[ (3) ] أخرجه أبو داود (185) وابن ماجه (3179) والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 22 وانظر الكنز 27542.
[ (4) ] أخرجه مسلم 4/ 1812 (74/ 2324) .
[ (5) ] ومسلم وأبي هريرة (13/ 2167) .

الصفحة 35