كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 7)

وروى ابن عرفة من طريق الواقدي عن نافع بن جبير رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليمن في الخيل في كل أحوى أحمّ» .
وروى أبو عبيدة عن الشعبي مرسلا، وفي لفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجّل الثلاث، المطلق اليد اليمنى» .

الثالث: فيما كرهه من صفاتها.
وروى مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يكره الشّكال من الخيل، والشّكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض. وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى، وفي رجله اليسرى، قال أبو داود أي مخالف، رواه النسائي وقال: والشّكال من الخيل أن يكون ثلاث قوائم محجلة، وواحدة مطلقة، أو تكون الثلاث مطلقة، وواحدة محجلة، وليس يكون الشّكال إلا في الرجل، ولا يكون في اليد [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد بسند جيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والخيل المنفّلة، فإنها إن تلق العدو تفر، وإن تغنم تغلل» [ (2) ] .
وروى الحافظ أبو الحسن الهيثمي، وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد بالخيل أصحاب الخيل، والله تعالى أعلم.

الرابع: في آداب متفرقة.
روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا [ (3) ] .
روى الإمام أحمد والنسائي عن علي رضي الله تعالى عنه قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها فقال: «لو حملت الحمير على الخيل لكانت لنا مثل هذه» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
«إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون» [ (4) ] .
روى أبو داود في مراسيله عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أكرموا الخيل وجلّلوها» [ (5) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الإمارة باب (27) رقم (101، 102) وأبو داود في الجهاد باب (46) والنسائي في الخيل باب 4 وابن ماجة (2790) وأحمد 2/ 250 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 330.
[ (2) ] أحمد 2/ 356.
[ (3) ] أبو داود (2541) والحاكم 2/ 144 والبيهقي 6/ 330.
[ (4) ] أبو داود (2565) والنسائي 6/ 224 وأحمد 1/ 98، 158، 4/ 311 وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1639) وابن أبي شيبة 12/ 540 والطحاوي في المشكل 1/ 83 وابن سعد 1/ 2/ 175.
[ (5) ] انظر الدر المنثور 3/ 197.

الصفحة 390