كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)

وروى ابن ماجه عنها قالت: «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- خرج من غائط قطّ إلّا مسّ ماء» [ (1) ] وفي رواية: «كان يغسل مقعدته ثلاثا» [ (2) ] .

الحادي عشر: فيما كان يقوله ويفعله إذا فرغ من قضاء الحاجة:
روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي- وحسنه- وابن ماجة عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من الغائط قال: «غفرانك» [ (3) ] .
وروى ابن ماجه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الّذي أذهب عنّي الأذى وعافاني» [ (4) ] .

الثاني عشر: في تركه- صلى الله عليه وسلّم- رد سلام من سلّم عليه وهو يقضي حاجته:
روى الطيالسي عن حنظلة بن الراهب- رضي الله تعالى عنه- «أن رجلا سلّم على رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فلم يردّ عليه حتّى مسح وردّ عليه» [ (5) ] .
وروى الإمام الشافعي ومسلم والأربعة عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أنّ رجلا مر برسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو يبول فسلّم عليه فلم يردّ عليه» [ (6) ] .
وروى ابن ماجة عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أنّ رجلا مرّ على رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو يبول فسلّم عليه، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلّم عليّ، فإنّك إن فعلت ذلك لم أردّ عليك» [ (7) ] .
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، والبيهقي، عن المهاجر بن قنفذ- رضي الله
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة 1/ 127 (354) .
[ (2) ] انظر المصدر السابق (356) .
[ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 6/ 155 والدارمي 1/ 174 وأبو داود 1/ 30 حديث 30 والترمذي 1/ 12 حديث (7) وقال حسن غريب وابن ماجة 1/ 110 حديث (300) والحاكم 1/ 158 وقال صحيح ووافقه الذهبي.
[ (4) ] أخرجه ابن ماجة 1/ 110 حديث (301) وقال الشهاب البوصيري (1/ 129) هذا حديث ضعيف ولا يصح فيه بهذا اللفظ عن النبي- صلى الله عليه وسلم- شيء. وإسماعيل بن مسلم المكي متفق على تضعيفه.
[ (5) ] أخرجه الطيالسي في كما في المنحة (1/ 46) حديث (139) .
[ (6) ] أخرجه مسلم (1/ 281) (115/ 370) وأبو داود 1/ 5 (17) والترمذي 1/ 150 حديث (90) وقال حسن صحيح.
[ (7) ] أخرجه ابن ماجة 1/ 126 حديث (352) وقال البوصيري في الزوائد (1/ 148) هذا إسناد حسن، لأن سويدا لم ينفرد به، فله متابع عن عيسى بن يونس في مسند أبي يعلى وغيره.

الصفحة 18