كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)

الباب الخامس في آدابه- صلّى الله عليه وسلم- في وضوئه
وفيه أنواع:

الأول: في الآنية [ (1) ] التي توضأ منها، أو تنزه عنها.
روى أبو يعلى والطبراني بسند حسن عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت أمشي مع النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا بني ادع لي من هذه الدار بوضوء» ، فقلت: رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يطلب وضوءا، فقالوا: «أخبره أن دلونا جلد ميتة» قال: «سلهم هل دبغوه» ؟ قالوا: نعم، قال « [فإن] دباغه طهوره» [ (2) ] .
وروى الشيخان، وأبو داود، والحاكم، وقال: على شرط الصحيحين، وأقره الذهبي عن عبد الله بن زيد- رضي الله تعالى عنه- قال: «أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخرجنا ماء في تور من صفر» [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، عن سلمة بن المحبّق [ (4) ]- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر ببيت بفنائه قربة معلّقة فاستسقى فقيل: إنها ميتة فقال: «ذكاة الأديم دباغه» [ (5) ] .
وروى الطبراني عن معاذ- رضي الله تعالى عنه- «أنه كان يوضّئ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قدح مضبّب [ (6) ] بنحاس ويسقيه فيه» [ (7) ] .
وروى مسدد عن أبي جعفر- رحمه الله تعالى قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعجبه الإناء النظيف.
__________
[ (1) ] (الآنية) جمع إناء كسقاء وأسقية، ورداء وأردية. وجمع الآنية: الأواني.
ووقع في (الوسيط) وغيره من كتب الخراسانيين إطلاق الآنية على المفرد، وليس بصحيح.
[ (2) ] ذكره الهيثمي في المجمع 1/ 222 وقال رواه أبو يعلى وفيه درست بن زياد عن يزيد الرقاشي وكلاهما مختلف في الاحتجاج به.
[ (3) ] أخرجه البخاري 1/ 363 كتاب الوضوء (199) وأبو داود 1/ 24 كتاب الطهارة (98) .
[ (4) ] سلمة بن المحبق بمهملة ثم موحدة كمعظم ابن ربيعة بن صخر الهذلي أبو سنان البصري له اثنا عشر حديثا. وعنه ابنه سنان والحسن البصري. الخلاصة 1/ 405.
[ (5) ] أخرجه أحمد 30/ 476. وأبو داود 4/ 66 كتاب اللباس (4125) والنسائي في المجتبى 7/ 174، 175 كتاب الفرع والعتيرة.
[ (6) ] الضبة: قطعة تمر في الإناء.
[ (7) ] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 220 قال رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد عن القاسم وكلاهما ضعيف.

الصفحة 33