كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)

قال: «قمت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي وقمت معه فبدأ فاستفتح (البقرة) لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوّذ» .
وروى الإمام أحمد، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كنت أقوم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- التمام، وكان يقرأ بسورة (البقرة، وآل عمران، والنساء) ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها بشارة إلا دعا- لله عز وجل- ورغب إليه» . رواه ابن داود، عن مسلم بن مخراق، وقال: سألت عائشة فذكره.
وروى الإمام أحمد، عن أبي ليلى- رضي الله تعالى عنه- قال: «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة ليست بفريضة، فمر بذكر الجنة والنار، فقال: «أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: «سبحان ربي الأعلى» [ (2) ] .
وروى أبو داود وغيره عن وائل بن حجر قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ وَلَا الضَّالِّينَ فقال: «آمين» يمد بها صوته» [ (3) ] أخرجه الطبراني بلفظ ثلاث مرات [ (4) ] ، وأخرجه البيهقي بلفظ قال: «رب اغفر لي آمين» [ (5) ] .
وروى أبو داود عن موسى بن أبي عائشة- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رجل من الصحابة- رضي الله تعالى عنه- يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى قال: سبحانك: بلى، فسألوه عن ذلك فقال: «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-» [ (6) ] .
وروى عبد بن حميد، عن قتادة: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ يقول: «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين» .
وروى أيضا عن صالح أبي الخليل قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أتى هذه الآية، قال «سبحانك فبلى» .
__________
[ (1) ] أحمد 4/ 437.
[ (2) ] أحمد 1/ 321 وأبو داود 1/ 233 (883) .
[ (3) ] أبو داود 1/ 246 (932) والترمذي 2/ 27 (248) .
[ (4) ] ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 113.
[ (5) ] في إسناده أحمد بن عبد الجبار وثقه الدارقطني وضعفه جماعة المجمع 2/ 113.
[ (6) ] أبو داود 1/ 233 (884) .

الصفحة 502