كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)

جماع أبواب أذكاره ودعواته- صلّى الله عليه وسلم-

الباب الأول في آدابه- صلّى الله عليه وسلم- في دعائه
وفيه أنواع:

الأول: في استفتاح دعائه- صلى الله عليه وسلّم- بالثناء على الله تعالى.
روى ابن أبي شيبة، عن سلمة بن الأكوع- رضي الله تعالى عنه- قال: «ما سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يستفتح دعاء إلا استفتحه ب «سبحان ربي الأعلى العلي الوهاب» . ورجاله رجال الصحيح، غير عمر بن راشد اليماني، وثّقه جماعة» [ (1) ] .

الثاني: في أنه- صلى الله عليه وسلم- كان لا يسجع في دعائه.
روى الإمام أحمد، عن الشعبي- رحمه الله تعالى- أن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: له: اجتنب السجع من الدعاء، فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه كانوا لا يفعلون» [ (2) ] .

الثالث: في تكراره- صلى الله عليه وسلم- في دعائه رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً الآية.
روى أبو الحسن بن الضحاك، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له دعاء بمائة مرة يفتح بها ويختم بها رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ ولو دعا بدعوتين لجعلها إحداهما» .
وروى بقي بن مخلد عنه- قال: كان في أول دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفي وسطه، وفي آخره رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

الرابع: في رفعه- صلى الله عليه وسلّم- يديه في دعائه وكيفية رفعهما:
وروى الطيالسي، عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «لما أصابه الكرب يوم الأحزاب ألقى رداءه، وقام متجرّدا ورفع يديه مدّا ودعا» .
__________
[ (1) ] أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 266.
[ (2) ] أخرجه أحمد 6/ 217.

الصفحة 508