كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)

الخامس: في الصبح:
روى الأئمة عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كن نساء المؤمنات، يشهدن مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صلاة الصبح وهن متلفعّات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهنّ حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس» [ (1) ] .
وفي رواية للإمام الشافعي، والبخاري: «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الصبح بغلس، فينصرف النساء لا يعرفن من الغلس» [ (2) ] .
زاد البخاري: «ولا يعرف بعضهن بعضا» .
وروى الشافعي عن أبي برزة الأسلمي- رضي الله تعالى عنه- أنه وصف صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان يصلي الصبح ثم ينصرف وما يعرف الرجل منّا جليسه، وكان يقرأ بالستين إلى المائة» [ (3) ] .
وروى البزار برجال ثقات عن علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- قال: «كنا نصلي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صلاة الصبح ثم نتفرّق وما نعرف بعضنا» [ (4) ] .
وروى الطبراني- بسند جيد- عن حرملة قال: «انطلقت من وفد الحي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فصلى بنا الصبح، فلما سلّم جعلت أنظر إلى وجه الذي جنبي فما أكاد أعرفه من الغلس ... الحديث» .
وروى ابن ماجة عن مغيث بن سميّ قال: «صليت مع عبد الله بن الزبير الصبح بغلس، فلما سلّم أقبلت على ابن عمر فقلت ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاتنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وأبي بكر وعمر، فلما طعن عمر أسفر بها عثمان» [ (5) ] .
وروى الطيالسي بسند صحيح عن قيلة بنت مخرمة- رضي الله تعالى عنها- أنها قالت:
«صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- الفجر حين انشقّ والنجوم شابكة في السماء، ما نكاد نتعارف مع ظلمة الليل، والرجال ما تكاد تتعارف» [ (6) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري 2/ 349 في الأذان (867) ومسلم 1/ 446 (232/ 645) متلفعات: أي متجللات ومتلففات، وبمروطهن: أي بأكسيتهن واحدها مرط بكسر الميم شرح مسلم للنووي 5/ 143.
[ (2) ] انظر المصدرين السابقين.
[ (3) ] البخاري 2/ 26 (547) والبيهقي 1/ 454.
[ (4) ] البزار كما في الكشف 1/ 195 وقال الهيثمي رجاله ثقات المجمع 1/ 317.
[ (5) ] أخرجه ابن ماجة 1/ 221 (671) .
[ (6) ] أخرجه الطيالسي (1/ 73) حديث (300) وأخرجه الطحاوي 1/ 105.

الصفحة 81