كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)
الباب الخامس في آدابه- صلّى الله عليه وسلّم- المتعلقة بالمساجد
وفيه أنواع:
الأول: فيما كان يقوله ويفعله عند دخول المسجد والخروج منه.
روى مسدد، والإمام أحمد، وابن ماجة، والترمذي، والطبراني، في الدعاء، عن فاطمة الزهراء- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلّى على محمد- صلى الله عليه وسلم» وقال: «اللهم اغفر لي ذنوبي» ، وفي لفظ: «واغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك» ، وإذا خرج صلّى على محمد- صلى الله عليه وسلم-، وقال: «اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد، وابن ماجة، والطبراني في «الكبير» عن فاطمة الزهراء- رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد يقول: «باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك» [ (2) ] .
وإذا خرج قال: «باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك» .
وروى عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-: «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء، في أخذه وعطائه.
وروى البخاري عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا دخل المسجد، قال: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم» [ (3) ] .
الثاني: في إزالة النجاسة من جدار المسجد، وبزاقه في ثوبه أو نعله، - صلى الله عليه وسلّم-.
روى البخاري عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى نجاسة في
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد 6/ 282 والترمذي 2/ 127 (314) وابن ماجة (1/ 253) (771) وقال الترمذي حديث فاطمة حسن وليس إسناده بمتصل وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي- صلى الله عليه وسلّم- أشهرا وهو عند مسلم من طريق أبي سعيد 1/ 494 (68/ 713) .
[ (2) ] انظر المصادر السابقة.
[ (3) ] انظر الترغيب والترهيب 2/ 459 والكنز (17961) .