كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 8)
رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- رأى في قبلة المسجد نخامة فحكّها بيده ثم دعا بخلوق فلطخ مكانها» [ (1) ] .
وروى أيضا عن يعقوب بن زيد [ (2) ] أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يتبع غبار المسجد بجريدة.
وروى أبو داود عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال: «أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا في يده عرجون ابن طاب فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا، فقال: أيكم يحب أن يعرض الله تعالى عنه بوجهه إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه، فلا يبصقنّ قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبزق عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا، ووضعه على فيه ثم دلكه» [ (3) ] .
وروى ابن ماجه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- بزق في ثوبه وهو في الصلاة ثم دلكه» [ (4) ] .
ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ولفظه: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يبزق في ثوبه وهو في الصلاة ثم دلكه» [ (5) ] .
وروى مسدد برجال ثقات عن أبي العلاء عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- «أنه صلى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فتنخم فدلكها بنعله اليسرى» .
الثالث: في إدخاله- صلى الله عليه وسلّم- البعير في المسجد.
روى الشيخان عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن [ (6) ] .
وروى الشيخان عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «شكوت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إني أشتكي، قال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة» [ (7) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 362.
[ (2) ] يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أبو يوسف قاضي المدينة. عن أبي أمامة بن سهل، وسعيد المقبري. وعنه مالك ومحمد بن جعفر بن أبي كثير. وثقه أبو زرعة. الخلاصة 3/ 181.
[ (3) ] أخرجه أبو داود 1/ 131 (485) .
[ (4) ] ابن ماجة 1/ 327 (1024) .
[ (5) ] أخرجه الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح المجمع 2/ 19.
[ (6) ] أخرجه البخاري 3/ 472 (1607) ومسلم 2/ 926 (253/ 1272) .
[ (7) ] أخرجه البخاري في الحج (1619- 1633) ومسلم في الحج (258) وأبو داود (1882) وأحمد (290) والنسائي 5/ 223 وابن خزيمة 523 وابن الجارود في المنتقى (462) ومالك في الموطأ 371 والبيهقي 5/ 101.