كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 9)

جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في الهدايا والعطايا والإقطاعات

الباب الأول في سيرته- صلّى الله عليه وسلم- في الهدية
وفيه أنواع:

الأول: في أمره صلى الله عليه وسلم بالتهادي:
روى إبراهيم الحربيّ وأبو بكر أحمد بن أبي عاصم في (كتاب الأموال) عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الهديّة تذهب وحر الصّدر [ (1) ] .

الثاني: في قبوله صلى الله عليه وسلم الهدية ولو قلت وإثابته عليها:
روى الإمام أحمد والبخاريّ وأبو داود والترمذي عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهديّة ويثيب عليها [ (2) ] .
وروى الإمام أحمد والترمذي وصححه ابن سعد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أهدي إليّ كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت» وفي لفظ «إذا دعيت إلى ذراع» وفي لفظ «إلى كراع لأجبت» ورواه البخاري عن أبي هريرة [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد والطبراني برجال الصحيح وابن سعد عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: كانت أمّي وفي لفظ «أختي» تبعثني بالهديّة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لفظ بالشيء فيقبلها مني
وروى الطبراني عنه قال: [ (4) ] بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلته، فقالت أمّي: هل أتاك عبد الله بقطف؟ قال: لا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال: «غدر غدر» ورواه تمام بن محمد الرّازيّ بلفظ: بقطف من العنب، فناولت منه فأكلته قبل أن أبلّغه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلمّا جئته مسح على رأسي، وقال: «يا غدر!» [ (5) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه أبو داود الطيالسي ص 307 (2333) وأحمد 2/ 405 والترمذي 4/ 441 (2130) وفيه أبو معشر المدني ضعيف تفرد به.
[ (2) ] أخرجه البخاري 5/ 210 (2585) وأبو داود (3536) والترمذي (1953) وأحمد 6/ 90 وابن أبي شيبة 6/ 551 والبيهقي 6/ 180.
[ (3) ] أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة (5/ 236) (2568) .
[ (4) ] انظر المجمع 4/ 147.
[ (5) ] البخاري في التاريخ 2/ 339 وانظر المجمع 4/ 147.

الصفحة 25