كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 9)

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى عن عائشة، والبزار برجال ثقات عن أبي هريرة، والطبراني في الأوسط عن أنس والطبراني عن ابن عباس والطبراني عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهم- قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب إليه بعض بناته جلس إلى خدرها، فقال: «إنّ فلانا يخطب فلانة» ، يسمّيها ويسمّي الرّجل الذي خطبها فإن طعنت في الخدر لم يزوّجّها وإن سكتت كان سكوتها رضاها [ (1) ] .
وروى الأئمة عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الأيّم أحقّ من ولّيها والبكر تستأمر وإذنها سكوتها» [ (2) ] .
وروى السّتّة والدرا قطني والبيهقي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزوّج المرأة المرأة ولا المرأة نفسها فإنّ الزانية هي التي تزوّج نفسها» [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد والشيخان والنسائي عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، إن البكر تستحي قال «رضاها صمتها» [ (4) ] .
وروى الإمام أحمد وأبو داود والبيهقي عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن جارية بكرا أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم
[ (5) ] .
وروى الترمذي والبيهقي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»
وقال الترمذي حسن غريب [ (6) ] والبيهقي عن أبي حاتم المزنيّ وقال غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» [ (7) ] .
وروى الحاكم في تاريخه والديلمي عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم الأكفاء فأنكحوهنّ ولا تربّصوا بهنّ الحدثان» [ (8) ] .
__________
[ (1) ] أحمد 6/ 78 وعبد الرزاق (10379) والطبراني 11/ 355 وابن أبي شيبة 4/ 136 والمجمع 4/ 278.
[ (2) ] مسلم 2/ 1037 (67/ 4121) وأخرجه من حديث أبي هريرة البخاري 12/ 355 (9968) ومسلم (64/ 1419) وأبو داود 2/ 231 (2092) والترمذي 3/ 415 (1107) والنسائي 6/ 85 وابن ماجة 1/ 601 (1871) .
[ (3) ] أخرجه ابن ماجة 1/ 606 (1882) والدارقطني 3/ 227 (25) والبيهقي 7/ 110 وانظر تحفة المحتاج 2/ 364.
[ (4) ] أخرجه البخاري 9/ 98 (5137) .
[ (5) ] أخرجه أبو داود 2/ 232 (2096) .
[ (6) ] أخرجه الترمذي 3/ 394 (1084) وابن ماجة 1/ 632 (1967) والحاكم 2/ 164 وعبد الرزاق (10325) والدولابي في الكني 1/ 25.
[ (7) ] أخرجه البيهقي 7/ 82.
[ (8) ] ذكره السيوطي في جميع الجوامع (1603) وعزاه للحاكم في التاريخ والديلمي وذكره في الصغير (547) ورمز له بالضعف والحدثان بالتحريك أو بكسر فسكون الليل والنهار أي نوائب الدهر وحوادثه.

الصفحة 47