كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 9)

الثالث: في اختياره صلى الله عليه وسلم موضع السوق:
روى الطبراني من طريق الحسن بن علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد يحرر حاله عن أبي أسيد- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إني قد رأيت موضعا للسوق، أولا تنظر إليه؟ قال: بلى، فقام معه حين جاء موضع السوق فلما جاءه أعجبه، وركضه برجله، وقال: نعم سوقكم، فلا ينقض ولا يضربنّ عليكم خراج [ (1) ] .
ورواه ابن ماجة بلفظ: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق النبيط فنظر إليه، وقال ليس لكم هذا بسوق، ثم ذهب إلى سوق، فقال: هذا ليس لكم بسوق، ثم رجع إلى هذا السّوق فطاف فيه، ثم قال: هذا سوقكم، فلا ينتقض ولا يضرب عليه خراج [ (2) ] .

الرابع: في دخوله صلّى الله عليه وسلم السوق، وما كان يقوله إذا دخله ووعظه أهله:
وروى أبو بكر أحمد بن عمر وابن أبي عاصم في كتاب البيوع والحاكم في المستدرك والطبرانيّ عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل السّوق، قال: «بسم الله» وفي لفظ إذا خرج إلى السوق، قال: «اللهم إني أسألك من خير هذا السّوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرا وصفقة خاسرة» [ (3) ] .
وروى الطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى جماعة من التّجّار، فقال: يا معشر التجار، فاستجابوا له وأمدوا أعناقهم، فقال: «إن الله تعالى باعثكم يوم القيامة، فجّارا إلا من صدق وبرّ وأدى الأمانة» [ (4) ] .
وروى الطبراني برجال ثقات إلا محمد بن إسحاق الغنوي فيحرر حاله عن واثلة بن الأسقع- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا وكنّا تجّارا، وكان يقول يا معشر التجار، إياكم والكذب
[ (5) ] .
وروى الطبراني عن طريق محمد بن أبان الحنفي عن بريدة- رضي الله تعالى عنه-
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 265 وانظر المجمع 4/ 76 وكنز العمال (34877) .
[ (2) ] أخرجه ابن ماجة (2233) وضعفه البوصيري في الزوائد.
[ (3) ] أخرجه ابن السّني 177 وانظر المجمع 4/ 77.
[ (4) ] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 226 والطبراني في الكبير 12/ 68 وانظر المجمع 4/ 78 وانظر الكنز (9336، 9869) .
[ (5) ] ذكره المنذري في الترغيب 2/ 590.

الصفحة 8