كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 11)

روى الطبراني وابن أبي خيثمة وابن حبان في صحيحه من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، والبزار من طريق محمد بن ثابت بن أسلم، وهما ضعيفان عن أنس بن مالك وابن أبي خيثمة والطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال ابن ثابت: إن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- أتى أبا بكر- رضي الله تعالى عنه- قال: ما يمنعك أن تتزوج فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: لا يزوجني، قال: إذا لم يزوجك فمن يزوج إنك من أكرم الناس عليه، وأقدمهم في الإسلام قال: فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة، فقال: يا عائشة، إذا رأيت من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له أني ذكرت فاطمة فلعل الله عز وجل أن ييسرها إلي، قال: فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرأت منه طيب نفس، وإقبالا، فقالت:
يا رسول الله أن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها، فقال: حتى ينزل القضاء فرجع إليها أبو بكر فقالت: يا أبتاه، وددت أني لم أذكر له الذي ذكرت
وقال يحيى: أن أبا بكر- رضي الله تعالى عنه- جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد عرفت مني صحبتي، وقدمي في الإسلام قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، فسكت عنه ساعة أو قال فأعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال: هلكت، وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال خطبت فاطمة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأعرض عني، وقال ابن ثابت: فانطلق عمر إلى حفصة، وقال لهما: إذا رأيت من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إقبالا عليك فاذكري له أني ذكرت فاطمة لعل الله أن ييسرها إلي، فلما جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت حفصة: ووجدت منه إقبالا وطيب نفس فذكرت له فاطمة- رضي الله تعالى عنها- فقال: حتى ينزل القضاء، قال ابن ثابت: فأتى عمر- رضي الله تعالى عنه- رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله، قد علمت مني صحبتي وقدمي في الإسلام، وإني وإني، قال: «وماذا؟» قال: تزوجني فاطمة، فأعرض عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر، فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها، فانطلق عمر إلى علي قال يحيى: إن أبا بكر وعمر قالا: انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي: فأتياني وأنا في سبيل، فقالا: بنت عمك تخطب فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي طرف على عاتقي، والطرف الآخر في الأرض حتى أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال ابن ثابت: ولم يكن لعلي مثل عائشة ولا مثل حفصة، فلقي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة، قال فافعل، قال: ما عندي إلا درعي الحطمية.
.. الحديث.
وفي حديث ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- عند الطبراني من طريق يحيى بن العلاء، قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ- رضي الله تعالى عنه- عليا فقال: إني والله ما أرى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحبها إلا عليك، فقال له: علي- رضي الله تعالى عنه-: هل ترى ذلك، ما أنا

الصفحة 39