كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 11)

قال محمد بن عمر: إن طليبا أسلم في دار الأرقم، ثم خرج فدخل على أمّه أروى، فقال: تبعت محمدا صلى الله عليه وسلّم وأسلمت لله- عز وجل- فقالت: إنّ أحقّ ما وازرت وعضّدت ابن خالك والله، لو كنا على قدر ما تقدر عليه الرّجال لمنعناه، وذبّينا عنه، قال لها طليب: ما منعك أن تسلمي وتتّبعيه، وقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون من إحداهنّ، قلت: فإنّي أسألك بالله إلا أتيته، فسلّمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله، فقالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم كانت بعد تعضّد النبي صلى الله عليه وسلّم بلسانها وتحضّ على نصرته والقيام بأمره، وهاجر طليب إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، وشهد بدرا ولا عقب له، استشهد بأجنادين، قيل: باليرموك.
وأمهات هؤلاء الذكور والإناث شتى، فحمزة- رضي الله تعالى عنه- والمقوم، وحجلا، وصفية والعوام لأم وهي هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بنت فهر آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعباس- رضي الله تعالى عنه- وضرار، وقثم لأم وهي نتلة بفتح النون وسكون الفوقية أو نتيلة تصغير الأول والنتل: بيض النعام، وبعضهم يصحفها- بالتاء المثلثة بنت جناب- بجيم مفتوحة فنون وبعد الألف موحدة- بن كليب بن ثمّر بن قاسط يقال: إنها أول عربية كست البيت الحرام الديباج وأصناف الكسوة، وذلك أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام فوجدته ففعلت، والحارث، وأروى، وقثم من صفية بنت جندب بن حجير- بضم الحاء المهملة وفتح الجيم- بن زباب- بفتح الزاي والموحدة وبعدها ألف فموحدة مخففة- بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، وأبو لهب من لبنى بنت هاجر بكسر الجيم كما جزم به السهيلي في «روضه» قبيل المولد بيسير ولم يذكره الأمير، ولا من تبعه وعجبت من إغفال الحافظ له في «التبصير» ابن عبد مناف بن خاطر بن حيشية بن سلول بن خزاعة، وعبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، وعاتكة، وبرة والبيضاء لأم، وهي فاطمة بنت عمرو بن عابد بالموحدة بن عمران بن مخذوم، والغيداق من ممنعّة بنت عمرو بن مالك بن خزاعة، ولم يعقب من الذكور إلا أربعة، الحارث، والعباس- رضي الله تعالى عنه- وأبو طالب وأبو لهب، ولم يدرك الإسلام منهم غير أربعة أبو طالب، وأبو لهب وحمزة، والعباس- رضي الله تعالى عنهما- وأسلم من الإناث صفية- رضي الله تعالى عنها- بلا ظان، واختلف في أروى وعاتكة، فذهب العقيلي إلى إسلامهما وعدّهما من جملة الصحابيات، وذكر الدارقطني عاتكة من جملة الإخوة والأخوات ولم يذكر أروى، وجملة أولاد الأعمام خمسة وعشرون اثنان لم يسلما: طالب بن أبي طالب، وعتيبة بالتصغير ابن أبي لهب، والباقون أسلموا ولهم صحبة.

الصفحة 87