كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 12)
«اغسلني إذا متّ» فقال: يا رسول الله، ما غسّلت ميتا قطّ! قال: إنّك ستهيّأ أو تيسّر، قال علي:
فغسلته فما آخذ عضوا إلا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول أعجل يا عليّ، انقطع ظهري
[ (1) ] .
وروى ابن سعد عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: غسّل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علي، والفضل، وأسامة بن زيد وشقران، وولى غسل سفلته [ (2) ] عليّ، والفضل محتضنه، وكان العبّاس وأسامة بن زيد وشقران يصبّون الماء.
وروى ابن سعد بسند ضعيف عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن العباس لم يحضر غسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسرا [ (3) ] .
وفي عدة أحاديث أنه حضر غسله.
وروى ابن سعد من طرق عن سعيد بن المسيب قال: التمس عليّ من النبي- صلى الله عليه وسلم- عند غسله ما يلتمس من الميّت فلم يجد شيئا، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حيّا وميّتا
[ (4) ] .
وروى البيهقي عن علباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسّلان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فنودي عليّ ارفع طرفك إلى السماء.
وروى ابن ماجة عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إذا أنا متّ فاغسلوني بسبع قرب من بئر غرس»
[ (5) ] .
وروى ابن سعد والبيهقي عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: غسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثا بالسّدر، وغسّل وعليه قميص وغسّل من بئر يقال لها الغرس [لسعد بن حيثمة بقباء] وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يشرب منها وولى غسله علي، والفضل محتضنه، والعبّاس يصبّ الماء فجعل الفضل يقول أرحني قطعت وتيني إني لأجد شيئا يترطل عليّ مرتين
[ (6) ] .
وروى ابن سعد عن الشعبي مرسلا قال: غسّل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عليّ وأسامة والفضل ابن العبّاس وكان عليّ يقول وهو يغسّله: بأبي أنت وأمي طبت حيّا وميتا
[ (7) ] وفي رواية قال: غسّل
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 215.
[ (2) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 213.
[ (3) ] ابن سعد 2/ 214.
[ (4) ] ابن سعد 2/ 215 وابن ماجة (1467) وإسناده صحيح ورجال ثقات.
[ (5) ] أخرجه ابن ماجة (1468) وانظر الكامل لابن عدي 2/ 762 والكنز (4229) .
وفيه عباد بن يعقوب رافضي داعي ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير.
[ (6) ] ابن سعد 2/ 214 والبيهقي في الدلائل 2/ 245.
[ (7) ] ابن سعد 2/ 212.