كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (اسم الجزء: 12)
يصلي النّاس عليه وسريره على شفير قبره، فلمّا أرادوا أن يقبروه- عليه الصلاة والسلام- نحّوا السّرير قبل رجليه فأدخل من هناك [ (1) ] .
وروى الإمام مالك بلاغا وصله محمد بن عمر الأسلمي عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: ما صدّقت بموت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى سمعت وقع الكرازين [ (2) ] .
وروى ابن سعد والبيهقي عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: ما علمنا بدفن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثّلاثاء في السّحر [ (3) ] .
وروى الإمام أحمد وابن ماجة عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكان بالمدينة رجل يلحد والآخر يضرح فقالوا: نستخير ربّنا ونبعث إليهما فأيّهما سبق تركناه فأرسلوا إليهما فسبق صاحب اللّحد فلحّدوا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-[ (4) ] .
وروى محمد بن سعد أنبأنا حمّاد بن خالد الخيّاط عن عقبة بن أبي الصّهباء سمعت الحسن يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «افرشوا لي قطيفة في لحدي، فإنّ الأرض لم تسلّط على أجساد الأنبياء»
[ (5) ] .
وروى مسدّد بسند صحيح عن علي- رضي الله تعالى عنه- وأجنانه دون الناس أربعة:
علي بن أبي طالب والعبّاس والفضل بن العبّاس وصالح مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[وألحد له لحدا ونصب عليه اللّبن نصبا]
[ (6) ] .
وروى الحاكم والبيهقي عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن الذين نزلوا قبره- صلى الله عليه وسلم- علي والفضل وقثم بن عبّاس وشقران وأوس بن خولي وكانوا خمسة [ (7) ] .
وروى ابن سعد عن الشعبي قال: دخل [قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- علي والفضل وأسامة بن زيد.
قال الشّعبيّ وأخبرني مرحب أو ابن أبي مرحب أنهم أدخلوا معهم في القبر عبد الرحمن بن عوف [ (8) ] .
__________
[ (1) ] البيهقي في الدلائل 7/ 253.
[ (2) ] ابن سعد 2/ 232.
[ (3) ] ابن سعد 2/ 232، 233.
[ (4) ] أخرجه مالك في الموطأ مرسلا 1/ 231 وابن ماجة 1/ 496 (1557) وإسناده صحيح ورجاله ثقات.
[ (5) ] تقدم قريبا.
[ (6) ] ذكره الحافظ في المطالب 4/ 258 (4388) موقوفا على ابن المسيب وفي اتحاف المهرة عن علي وقال البوصيري رواه مسدد بسند صحيح والحاكم والبيهقي ورواه ابن ماجة مختصرا.
[ (7) ] البيهقي في الدلائل 21/ 253، 254 مغازي الواقدي 3/ 1120.
[ (8) ] ابن سعد 2/ 229.