كتاب الأذكار للنووي ط ابن حزم

336- قال الإِمام أبو عيسى الترمذي في "كتابه" [232/2] : اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: طولُ القيام في الصلاة أفضل من كثيرة الركوع والسجد. وقال بعضهم: كثرةُ الركوع والسجود أفضلُ من طول القيام. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: روي فيه حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولم يقض أحمد فيه بشيء. وقال إسحاق: أما بالنهار، فكثرةُ الركوع والسجود، وأما بالليل فطولُ القيام، إلا أن يكون رجلٌ له جزءٌ بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع والسجود في هذا أحبُّ إليّ؛ لأنه يأتي على جزئه1 وقد ربح كثرة الركوع والسجود.
337- قال الترمذي [233/2] : وإنما قال إسحاق هذا لأنه كذا وصفَ صلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالليل، ووصفَ طول القيام. وأما بالنهار، فلم يُوصف من صلاته صلى الله عليه وسلم من طول القيام ما وُصف بالليل.
__________
1 في نسخة "حزبه"؛ وأما في أصول الترمذي، فكلها: "جزئه".
87- فصل [في أذكار سجود التلاوة] :
338- إذا سجد للتلاوة استُحبّ أن يقول في سجوده ما ذكرناهُ في سجود الصلاة [الفصل رقم: 85] .
339- ويستحبّ أن يقول معهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْها لي عِنْدَكَ ذُخْراً، وأعْظِمْ لي بِهَا أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بِها وِزْراً، وَتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها مِنْ دَاوُدَ عَلَيْهِ السلام. [راجع الترمذي، رقم: 579 و3420؛ "التبيان"، رقم: 367] .
340- ويُستَحبّ أن يقول أيضاً: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} [الإِسراء: 108] نصّ الشافعي رحمه الله على هذا الأخير

الصفحة 129