الرسول)، وهم يستهزءون بغيره، ولكن لما كان هؤلاء قد أمعنوا في الاستهزاء بالرسل صاروا كأنهم لا يستهزؤن إلَّا بالرسل والاستهزاء هو السخرية والهزء.
الفوائد:
١ - في هذه الآية دليل على شدة تحسر العباد المكذبين للرسل لقوله: {يَاحَسْرَةً} ولهذا جاء النداء على سبيل التنكير، ليدل على أنَّها حسرة عظيمة؛ لأن التنكير يفيد أحيانًا التعظيم والشدة.
٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين للرسل سيجدون أعمالهم حسرات عليهم، لقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)}.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عدل الله عَزَّ وَجَلَّ وهو أنَّه لا يؤخذ أحدًا إلَّا بذنبه لقوله: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)} فلن يعاقب الله أحدًا إلَّا بذنب، بل إنه عَزَّ وَجَلَّ قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشرك {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (¬١).
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرسالة لقوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ} وأن الرسالة عامة في كل أمة؛ لأنه قال: {عَلَى الْعِبَادِ} ثم قال: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ} فكل العباد قد قامت عليهم الحجة {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤)} (¬٢).
---------------
(¬١) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(¬٢) سورة فاطر، الآية: ٢٤.