جواب عن سؤال مقدر، تقديره فماذا قال حين جاء؟ ! {قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)} {يَاقَوْمِ} منادى منصوب بالنداء؛ لأنه مضاف، وقد حذفت منه ياء المتكلم، وأصلها (يا قومي) ولكن حذفت الياء للتخفيف، أو لالتقاء الساكنين؛ لأن اتبعوا مبدوءة بهمزة وصل، وهمزة الوصل ساكنة. قال الرجل: {قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)} ولم يقل يا أيها السفهاء، يا أيها الجهال، بل قال: {يَاقَوْمِ} توددًا وتعطفًا لهم، ولم يقل: يا إخواني، لأنه لا أخوة بين المؤمن والكافر، فهو مؤمن وهم كفار، لكن {يَاقَوْمِ}، يصح أن يقال: يا قوم ولو كانوا كفارًا. قال الله تعالى مخاطبًا رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (¬١) قال: {قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)} اتبعوهم بما دعوكم إليه من الإيمان والعمل الصالح، لأن هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام دعوا إلى ما دعت إليه الرسل كلهم، وهو قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} (¬٢) فهم دعوا إلى هذا، إلى الإيمان والعمل الصالح {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا} كرر الأمر بالاتباع من باب التأكيد {اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)} {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ} ولو حذفت اتبعوا الثانية وقيل: اتبعوا المرسلين من لا يسألكم أجرًا، لصح الكلام لكن كررت للتأكيد، لأنها هي المقصود الأول بالخطاب أن يتبعوا المرسلين {مَنْ} أي: الذي، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنهم يدعون
---------------
(¬١) سورة الأنعام، الآية: ٦٦.
(¬٢) سورة الأنبياء، الآية: ٢٥.