كتاب البديع في نقد الشعر

سحاباً فقال: عارض عريض، كان عنه روض أريض وقال البحتري:
يذكرنيكِ والذكرى عناءٌ ... مشابهُ فيك طيبةُ الشكولِ
نسيمُ الروض في ريحٍ شمالٍ ... وصوبُ المزن في راحٍ شمولِ
وقال آخر: إن لفلان وجهاً وجيهاً. وقال الشاعر:
في وجهه شافعٌ يمحو إساءته ... من القلوبِ وجيهٌ حيثما شفعا
وقال بعض الظرفاء: أنا ألتذ بشهد المشاهدة لك. وقال معاوية لابن عباس: ما بالكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم، فقال: عوضاً من المصيبة يا بني أمية في بصائركم. وقال بعضهم:
وكنتَ لي مألفاً إذا نفرٌ ... من بعضِ إخوانِ ودهمْ نفروا
فأخذ منه الآخر فقال:
بجانبِ الكرخِ من بغداد عنَ لنا ... ظبيٌ ينفره عن وصلنا نفرُ
ذؤابتاهُ نجادا سيفِ مقلتهِ ... وجفنه جفنه والشفرةُ الشفرُ

الصفحة 15