كتاب البديع في نقد الشعر

باب
التقفية
اعلم أن التقفية هو أن يأتي في البيت ذكر نكتة أو خير أو غير ذلك يومي إليه الشاعر أو الناثر، مثل قوله تعالى: " فهن قاصرات الطرف "، فإنه يومي إلى قول امرئ القيس:
من القاصرات الطرف لو دبَّ محولٌ ... من الذرّ فوق الإتبِ منها لأثرا
ومنه قول الرفاء:
مدحٌ يغضُّ زهيرٌ عنهُ ناظرهُ ... ونائلٌ يتوارى عندهُ هرمُ
لا يستعيرُ له المداح منقبةً ... ولا يقولون فيهِ غيرَ ما علموا
ومنه:
ألومُ زياداً في ركاكة رأيهِ ... وفي قوله: أي الرجال المهذبُ
وهل يحسن التهذيب منك خلائقاً ... أرقَ من الماءِ الزلال وأعذبُ
تكلمَ والنعمانُ شمسُ سمائهِ ... وكلُّ مليكٍ عند نعمانَ كوكبُ
ولو أبصرت عيناه شخصك مرة ... لأبصرَ منهُ شمسه وهو غيهبُ
باب

التلطيف والتوليد
اعلم أن التلطيف والتوليد هو أن يلفق كلاماً مع كلام آخر فيولد من الكلامين كلام ثالث كما روي عن مصعب بن الزبير على خيله؛ عدة؛ فلما أخذها الحجاج كتب عليها: للفرار.

الصفحة 284