كتاب البديع في نقد الشعر

قال بعض الحاضرين: لعنة الله ولعن اللاعنين.
وكذلك قوله: خشنت عليه أخت ابن خشن.
وكذلك ينبغي أن تكون أواخر القصائد حلوة المقاطع، توقن النفس بأنه آخر القصيدة؛ لئلا يكون كالبتر.
وأحسن المقاطع قول تأبط شراً:
لتقرعنَّ عليَّ السنَّ من ندمٍ ... إذا تذكرتَ يوماً بعض أخلاقي
وقول زهير بن أبي سلمى:
وأعلمُ علمَ اليومِ والأمس قبله ... ولكنني عن علمِ ما في غدٍ عمي
ولذلك ينبغي أن يكون مقطع البيت حلواً وأحسنه ما كان على حرفين، منها بها، وحطه السيل من عل، وليلة معاً وتفريق الأحبة في غد، وقوله:
أتتني تؤنبني في البكا ... فأهلاً بها وبتأنيبها
فللعينِ عذرٌ إذا ما بكت ... وقد عدمت وجه محبوبها
ومن ذلك:
من معشرٍ يتخيرون كلامهم ... حتى كأنهمُ تجارُ الجوهر
ومنه أن يكون في آخر البيت حرف لا يحتاج إلى إعراب، واو أو ياء صليبان أو ياء إضافة، أو ياء جماعة، كقوله:

الصفحة 287