العيون الغزار والينابيع، ثم أخرجت منها الأشجار بالثمار، ثم جعلت على ظهرها الجبال أوتادًا، فأطاعتك أطوادها، فتباركت اللهم، فمن بلغ صفة قدرتك، تنزل الغيث، وتنشئ السحاب، وتفك الرقاب، وتقضي الحق، وأنت خير الفاصلين، لا إله إلا أنت، إنما يخشاك من عبادك العلماء الأكياس، أشهد أنك لست بإله استحدثناك، ولا رب يبيد ذكره، ولا كان لك شركاء يقضون معك، فندعوهم وندعك، ولا أعانك أحدٌ على خلقك، فنشك فيك، أشهد أنك أحدٌ صمدٌ، لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفوًا أحد، ولم تتخذ صاحبة و لا ولدًا، اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا. قال وهب: فلما تم الدعاء رفعه الله إليه.
وإن أحب أن يدخل محراب داود -عليه السلام- الذي على باب البلد فليفعل، وكذلك فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين فتح البلد، صعد إليه وقرأ فيه سورة ص وسجد فيها، فإن كان يحسن أن يقرأها فيستحب له ذلك، كما فعل أمير المؤمنين، وإن لم يكن يحفظها ظاهرًا فليقرأها في المصحف، وإن لم يكن يحسن أن يقرأ فليصل فيه ما قسم الله له ويدعو، وأكثر ما يستحب أن يدعو في ذلك الموضع بالتوبة والعصمة والنجاة من النار.
ويستحب له أن يدعو بالدعاء الذي كان داود صلى الله عليه وسلم يدعو به وهو: إلهي أسألك