كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

عدة الذين يقومون عليهم ثلاثمائة أمين، فلما ابتناه وزينه كما أحب من الذهب والفضة والأبواب الموثقة، وسقائفه من العود الألنجوج، وأبوابه صنع له مائتي سكرة من الذهب، في كل سكرة عشرة أرطال، وأولج فيه تابوت موسى وهارون عليهما السلام. وأنزل الله تعالى عليه الغمام، وصلى سليمان -عليه السلام- فيه، ودعا ربه فقال: يا رب، أمرتني ببناء هذا البيت الشريف، يا رب، فلتكن عينك عليه الليل والنهار، وكل من جاءك يبتغي منك الفضل والمغفرة والنصر والتوبة والرزق فاستجب له من قريب أو بعيد. فاستجاب له ربه عز وجل، وقال: إني قد استجبت لك دعاءك، وغفرت لمن أتى هذا البيت لا يعنيه إلا الصلاة فيه.
أخبرني محمد بن عدي بن الفضل السمرقندي، بقراءتي عليه، قال: ثنا محمد بن علي بن محمد بن صغير، قال: ثنا الحسن بن رشيق، قال: ثنا الحسين بن حميد بن موسى العكي، قال: ثنا وثيمة بن موسى بن الفرات، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: قال أبو إلياس عن وهب، عن كعب قال: إن الله تعالى أوحى إلى سليمان: أن ابن بيت المقدس، فجمع حكماء الجن والإنس، وعفاريته وعظماء الشياطين، فجعل منهم فريقًا يبنون، وفريقًا يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام، وفريقًا يغوصون في البحر، فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة منها مثل بيضة النعامة، ومثل بيض الدجاج، وأخذ في بناء المسجد فلم يثبت البناء، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال:

الصفحة 20