كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

قال ابن إسحاق: وذكرا -يعني كعباً ووهباً-: أن داود -عليه السلام- أعد لبناء بيت المقدس مائة ألف بدرة ذهباً، وألف ألف بدرة ورقًا. وثلاثمائة ألف دينار لطلي البيت، وذكر أن هذا مال لأنقى به المعادن.
أخبرنا أبو مسلم، قال: أخبرنا عمر، قال: أخبرنا أبي، قال: ثنا الوليد ابن حماد، أخبرنا أحمد بن الحسن ومحمد بن حماد، قالا: أبنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: أخبرني عبد الصمد، قال: سمعت وهب بن المنبه يقول: لما أراد سليمان أن يبني بيت المقدس، قال للشياطين: إن الله تعالى أمرني أن أبني بيتاً لا يقطع فيه حجر بحديدة. قال الشياطين: لا يقدر على هذا إلا شيطانٌ في البحر له مشربة يردها. قال: فانطلقوا إلى مشربته فأخرجوا ماءها، واجعلوا مكانها خمراً. فجاء يشرب فوجد ريحاً فلم يشرب، فلما اشتد ظمؤه جاء فشرب، فأخذ، فبينا هو في الطريق إذا هم برجل يبيع الثوم بالبصل فضحك، ثم مر بامرأة تتكهن لقوم فضحك، فلما انتهى إلى سليمان أخبر بضحكه فسأله، فقال: مررت برجل يبيع الدواء بالداء، ومررت بامرأة تتكهن وتحتها كنز لا تعلم به. قال: فذكر له شأن البناء، فأمر أن يؤتى بقدر من نحاس لا يقلها النفر، فجعلوها على فروخ النسر، ففعلوا ذلك، فأقبل إليه فلم يصل إلى فروخه، فعلا في جو السماء ثم تدلى، فأقبل بعود في منقاره فوضعه على القدر فانفلقت، فعمدوا إلى ذلك العود، فعملوا به الحجارة.

الصفحة 24