كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

يقعد نساء البلد يغزلن على ضوئها، وهي على ثلاثة أيام منها بالليل، وكان أهل عمواس يستظلون بظل القبة إذا طلعت الشمس، وإذا غربت استظل أهل بيت الرامة وغيرها من الغور بظلها.
وكان ولد هارون يجيئون إلى الصخرة، ويسمونها الهيكل بالعبرانية، وكانت تنزل عليهم عين زيت من السماء، فتدور في القناديل فتملؤها من غير أن تمس، وكان تنزل نارٌ من السماء فتدور على مثال سبع على جبل طور زيتا، ثم تمتد حتى تدخل من باب الرحمة، ثم تصير على الصخرة، فيقول ولد هارون: تبارك الرحمن لا إله إلا هو. فغفلوا ذات ليلة عن الوقت الذي كانت تنزل النار فيه، فنزلت وليس هم حضورًا، ثم ارتفعت النار، فجاءوا فقال الكبير للصغير: يا أخي قد كتبت الخطيئة، ليس ينجينا من بني إسرائيل إن تركنا هذا البيت الليلة بلا نور ولا سراج. فقال الصغير للكبير: تعالى حتى نأخذ من نار الدنيا فنسرج القناديل؛ لئلا يبقى هذا البيت [في] هذه الليلة بلا نور ولا سراج. فأخذا من نار الدنيا وأسرجا، فنزل عليهما النار في ذلك الوقت، فأحرقت نار السماء نار الدنيا، وأحرقت ولدي هارون، فناجى نبي ذلك الزمان فقال: يا رب،

الصفحة 27