كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

تعالى رفع قدر بيت المقدس، ولم يزل الملك والنبوة فيه لداود ولسليمان عليهما السلام، وبعد سليمان في ولده وأولادهم إلى الأعرج من ولد ولده، وكان عرجه من قبل عرق النساء، فطمعت الملوك في بيت المقدس لزمانته وضعفه، وأنه لم يكن نبيًّا، فسار إليه ملك الجزيرة، وكان كافراً يعبد الزهرة، ونذر لئن ظفر ببيت المقدس ليذكين ابنه للزهرة، وكان بخت نصر كاتبه، فخرج إلى بيت المقدس فأرسل الله عليهم ريحاً فأهلكت جيشه، وأفلت هو وكاتبه حتى ورد الحصن الذي كان له، فلما دخل إليه قتله ابنه، فغضب له بخت نصر فقتله وملك بعده، وسار إليها ملك الهند بعده فأهلكه الله، وسار إلىها سنحاريب ملك الموصل، وملك أذربيجان سليمان الأعسر فاختلفوا، ووقع الحرب بينهما حتى تفانوا، وغنم بنو إسرائيل ما كان معهما، وسار إليها ملك الروم ومعه الأشبان والصقاليب وملك الأندلس فتشاجروا أيضاً واقتتلوا، وأهلك الله تعالى بعضهم ببعض، ثم إن بني إسرائيل أحدثوا وغيروا، ورغب بعضهم عن بيت المقدس وضارعه بمسجد ضرار، فزلزل ذلك المسجد وهلك، ثم

الصفحة 30