كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

الليل والنهار لا يغلق، ويتخذونك قبلة، وتدعين بعد مدينة الرب. أي: بيت الله تعالى.
وهذا ما نسخ الله من الصلاة إلى بيت المقدس، وتحويل القبلة إلى الكعبة.
أبنا أحمد، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا أحمد بن مروان، قال: ثنا أحمد ابن محمد البغدادي، قال: ثنا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب أنه قال: أوحى الله تعالى إلى نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل -يقال له: أرميا- حين ظهرت فيهم المعاصي: أن قم بين ظهراني قومك فأخبرهم: أن لهم قلوباً لا يفقهون بها، وأعينًا لا يبصرون بها، وآذانًا لا يسمعون بها، وإني تذكرت صلاح آبائهم فقطعني ذلك عن أبنائهم، فسلهم كيف وجدوا غب طاعتي؟ وهل سعد أحدٌ ممن عصاني بمعصيتي؟ وهل شقي أحدٌ ممن أطاعني بطاعتي؟ إن الدواب تذكر أوطانها فتنزع إليها، وإن هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم، والتمسوا الكرامة من غير وجهها، أما خيارهم فأنكروا حقي، وأما قراؤهم فعبدوا غيري، وأما نساكهم فلم ينتفعوا بما عملوا، وأما ولاتهم فكذبوا علي وعلى رسلي، خزنوا المكر في قلوبهم، وعودوا الكذب ألسنتهم، وإني أقسم بجلالي وعزتي، لأهيجن عليهم خيولاً لا يفقهون ألسنتهم، ولا يعرفون وجوههم، ولا يرحمون بكاءهم، ولأبعثن فيهم ملكًا جبارًا [قاسيًا]، له

الصفحة 38