كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

عساكر كقطع السحاب، ومواكب كأمثال العجاج، كأن خفقان راياته طيران النسور، وكأن حمل فرسانه كر العقبان، يعيدون العمران خرابًا، ويتركون القرى وحشة، فيا ويل إيلياء وسكانها، كيف أذللهم للقتل، وأسلط عليهم السبي، وأعيد لجب الأعراس صراخًا، وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب، وبعد شرافات القصور مساكن السباع، وبعد ضوء السراج وهج العجاج، وبالعز الذل، وبالنعمة العبودية، ولأبدلن [نساءهم] بعد الطيب التراب، وبالمشي على الزرابي الخبب، ولأجعلن أجسادهم زبلاً للأرض، وعظامهم ضاحية للشمس، ولأدوسنهم بألوان العذاب، ثم لآمرن السماء فلتكون طبقًا من حديد، والأرض سبيكة من نحاس، وإن أمطرت لم تنبت الأرض، وإن أنبتت شيئًا في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم، ثم أحبسه في زمان الزرع، وأرسله في زمان الحصاد، فإن زرعوا في خلال ذلك شيئًا سلطت عليه الآفة، فإن خلص منه شيءٌ نزعت منه البركة، فإن دعوني لم أجبهم، وإن سألوني لم أعطهم، وإن بكوا لم أرحمهم، وإن تضرعوا صرفت وجهي عنهم.
أخبرني محمد بن عدي بن الفضل بمصر، بقراءتي عليه، قال: ثنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، قال: ثنا أبو الخير أحمد بن علي بن عبد الله بن

الصفحة 39