كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

سعيد، قال: حدثني أبو الفضل العباس بن محمد الرقي، قال: سمعت أبا بكر عوف بن المزرع بن الأديب يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: قال الله تعالى: {أو كالذي مر على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها}. فقال: هي بيت المقدس، وذلك أن العزير مر بها وهي خراب، فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثم بعثه على السن الذي توفاه عليها بعد مائة سنة، وله أربعون سنة، ولابنه عشر ومائة سنة، ولابن ابنه تسعون سنة، وأنشد في ذلك:
واسود رأس شاب من قبله ابنه ... ومن قبله ابنٌ له فهو أكبر
ترى ابن ابنه شيخًا يثب على عصا ... ولحيته سوداء والرأس أشقر
وما لابنه حيلٌ ولا فضل قوة ... يقوم كما يمشي الصبي فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجةً ... وعشرين لا يجري ولا يتحير
وعمر أبيه أربعون أمرها ... ولابن ابنه في الناس تسعين غبر
فما هو في المعقول إن كنت داريًا ... وإن كنت لا تدري فبالجهل تعذر

الصفحة 40