كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

حجازنا، وفي يممنا، وفي صاعنا، وفي مدنا)). فقام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله، العراق. فلم يرد عليه شيئًا، فلما كان من الغد اليوم الثالث، صلى صلاة الفجر وقال: ((اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، وفي حجازنا، وفي صاعنا، وفي مدنا)). فقام إليه العراقي فقال: يا رسول الله، العراق. فلم يرد إليه شيئًا، فولى الرجل وهو يبكي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ردوه)). فقال له: ((أنت من العراق؟)). قال: نعم يا رسول الله. قال: ((ويحك إن إبراهيم -عليه السلام- ولد بالعراق، في موضع يقال له: كوثاريا، فهجروه وأخرجوه منها، ثم صار إلى فلسطين والأردن، فهم أن يدعو عليهم، فأوحى الله إليه: لا تدع على أهل العراق؛ فإني جعلت شيئًا من خزائن رحمتي فيهم، وأسكنت الرحمة قلوبهم)).
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا عمر بن عبدويه الحضرمي بمكة، قال: أنا بشران بن عبد الملك الموصلي، قال: أنا عبيد ابن آدم بن أبي إياس، قال: ثنا أبي، قال: أبنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى ابن [أبي] عمرو السيباني، عن كعب الأحبار قال: إن إبراهيم -عليه السلام- خرج [من] كوثاريا حتى نزل بالشام في ناحية فلسطين، في الموضع الذي يعرف اليوم وادي السبع، وهو شاب لا مال له، فأقام بها حتى كثر ماله وشاخ، فضاق على أهل الموضع موضعهم من كثرة ماله ومواشيه، فقالوا له: ارحل عنا فقد آذيتنا بمالك يا شيخ صالح، وكانوا يسمونه الشيخ الصالح. فقال: نعم، فلما هم بالرحيل، قال بعضهم لبعض: إن هذا جاءنا وهو فقير،

الصفحة 460