كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

مائة منها ضرب ملك، فصارت مقبرة له، ولمن مات من أهله.
أخبرنا أبو الفرج، ثنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا عمر بن عبدويه، قال: أبنا أحمد بن علي المؤذن، صاحب سري السقطي، قال: ثنا موسى بن محمد الأنصاري، قال: ثنا عبد القدوس بن الحجاج الشامي، عن محمد بن عبد الله، عن مكحول، عن كعب الأحبار قال: أول من مات ودفن في حبرى سارة، دفنها إبراهيم –عليه السلام- وهي زوجته، قال: لما ماتت خرج إبراهيم -عليه السلام- يطلب موضعًا لقبرها، فرجا أن يجد بقرب حبرى موضعاً، فمضى إلى عقرون، وكان ذلك ملك الموضع، وكان مسكنه حبرى، فقال له إبراهيم: بعني موضعًا أقبر فيه من مات من أهلي. فقال: قد أبحتك، ادفن حيث شئت من أرضي. فقال له إبراهيم -عليه السلام-: إني لا أحب إلا بالثمن. فقال له: أيها الشيخ الصالح ادفن حيث أردت. فأبى عليه، وكان طلب المغارة، فقال: أبيعك بأربعمائة درهم، في كل [درهم وزن] خمسة دراهم، كل مائة ضرب ملك. وأراد أن يشدد عليه؛ لكي لا يجد، فيرجع إلى قوله، فخرج من عنده، فإذا جبريل عليه السلام، فقال له: إن الله تعالى قد سمع مقالة هذا الجبار لك، وهذه الدراهم فادفعها إليه. فدخل عليه إبراهيم -عليه السلام- ودفع إليه الدراهم، فقال: يا إبراهيم من أين لك هذا؟ فقال: من عند إلهي ورازقي. فأخذ منه الدراهم.
وحمل سارة إلى المغارة، فدفنت فيها، ثم توفي إبراهيم فدفن بحذائها، ثم

الصفحة 462