كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

توفيت ريقا زوجة إسحاق -عليه السلام- فدفنت فيها، ثم توفي إسحاق -عليه السلام- فدفن فيها بحيال زوجه، ثم توفي يعقوب -عليه السلام- فدفن عند باب المغارة، ثم توفيت ليقا فدفنت بحذاء يعقوب.
فاجتمع أولاد يعقوب العيص وإخوته، فقالوا: ندع باب المغارة مفتوحًا، فكل من مات منا دفناه فيه، فتشاجروا، فرفع أحد أخوة العيص يده فلطم العيص، فسقط رأسه في المغارة، فحملوا جثته، ودفن بلا رأس، وبقي الرأس في المغارة، وسدوا باب المغارة، وحوطوا على المغارة حائطًا، وعملوا فيه علامات القبور في كل موضع، وكتبوا عليه: هذا قبر إبراهيم عليه السلام، هذا قبر سارة، هذا قبر إسحاق، هذا قبر ربقة، هذا قبر يعقوب، هذا قبر زوجته ليقا، وخرجوا عنه وأطبقوا بابه، فكان من جاز به يطوف لا يصل إليه أحد، حتى جاءت الروم بعد ذلك ففتحوا له بابًا، ودخلوا إليه، وبنوا كنيسة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن صالح بن ميمون بعسقلان، قال: أنا الشيخ أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري، قال: ثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن الحكم بن أبي مريم الدينوري، قال: ثنا عبد الله ابن مسلم بن قتيبة، قال: قرأت في بعض الكتب: أن الله تعالى لما نجى إبراهيم -عليه السلام- من النار، خرج من أرض بابل إلى الأرض المقدسة، وسارة وابن أخيه لوط، هو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وكان آمن له رهط معه من قومه واتبعوه حتى وردوا حران، فأقاموا بها في زمن، ثم إنهم

الصفحة 463