كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

خرجوا إلى الأردن، ودفعوا إلى مدينة بها جبار من الجبابرة من القبط، يقال له: صادوف، وهو الذي عرض له في سارة حتى منعها الله منه، ومتع سارة بهاجر أم إسماعيل، وكانت قبطية.
قال عبد الله بن مسلم: قال وهب: وخرج ذلك الجبار من تلك المدينة، وورثها الله تعالى إبراهيم -عليه السلام- فأثرى بها، وأنمى الله تعالى له ماله، فقاسم لوطًا -عليه السلام- فأعطاه نصفها، ومات إبراهيم، فدفن في حبرون، قرية الجبابرة، وفيها دفنت سارة، في مزرعة كان اشتراها إبراهيم عليه السلام.
أخبرنا أبو الحسن، قال: أنا أبو عبد الله، قال: أنا أبو بكر، قال: أنا عبد الله بن مسلم قال: وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة، ولما مات قبر في المزرعة التي اشتراها إبراهيم، عند قبر إبراهيم، وكذلك العيص ويعقوب، ماتا ودفنا في المزرعة، عند قبر إبراهيم، وكان عمرهما مائة وأربعين سنة.
أخبرنا أبو الحسن، قال: أنا أبو عبد الله، قال: أنا أبو بكر، قال: أنا عبد الله بن مسلم قال: قرأت في بعض الكتب: أن إسحاق -عليه السلام- أوصى إلى ابنه يعقوب، أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين، وأن ينكح من بنات خاله لابان بن باهر بن أزرق، وكان مسكنه الفرات، فتوجه إليه يعقوب فأدركه الليل في بعض الطريق، فبات متوسدًا حجرًا، فرأى فيما يرى النائم، أن سلمًا منصوبًا إلى باب من أبواب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل فيه وتعرج منه،

الصفحة 464