فأوحى الله إليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا، إلهك وإله آبائك إبراهيم، وقد ورثتك الأرض المقدسة، لك وذريتك من بعدك، وباركت فيك وفيهم، وجعلت فيكم الكتاب والحكم والنبوة، ثم أنا معك، أحفظك حتى أرددك إلى هذا المكان، فأجعله بيتًا تعبدني فيه أنت وذريتك، وهو بيت المقدس.
وسار يعقوب إلى خاله، وخطب إليه ابنته راحيل، وكان له ابنتان، لايا وهي الكبرى، وراحيل وهي الصغرى، فقال له: هل لك مال أزوجك عليه؟ فقال له يعقوب: لا [إلا] أني أخدمك أجيرًا حتى تستوفي صداق ابنتك. قال: صداقها أن تخدمني سبع حجج. قال يعقوب: تزوجني راحيل، وهي شرطي ولها أخدمك. قال له خاله: ذلك بيني وبينك. فرعى له يعقوب سبع سنين، فلما وفاه شرطه، دفع إليه ابنته الكبرى لايا وأدخلها عليه ليلاً، فلما أصبح وجد غير ما شرط له، فجاءه وهو في نادي قومه، فقال له: غررتني وخدعتني، واستحللت خدمتي سبع سنين، ودلست لي غير امرأتي. فقال له خاله: يا ابن أختي أردت أن تدخل على خالك العار والسفه، وهو خالك ووالدك، متى رأيت الناس يزوجون الصغرى قبل الكبرى؟ فهلم اخدمني سبع حجج أخرى، أزوجك أختها.
وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين إلى أن بعث موسى عليه السلام، وأنزل عليه التوراة، فخدمه سبع سنين، وزوجه راحيل، ثم فارق يعقوب خاله وعاد حتى نازل أخاه العيص، وعاش يعقوب مائة سنة وسبعة وأربعين سنة، ومات ودفن عند قبر إبراهيم عليه السلام.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا القاسم بن