محمد بن يزيد الهمداني الزيات، قال: ثنا محمد بن علي البغدادي بمكة، قال: ثنا عمران بن موسى، قال: ثنا أبو الطاهر موسى بن محمد بن عطاء، عن أبيه محمد بن عطاء، عن غالب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يقبض روح خليله إبراهيم -عليه السلام- أوحى إلى الدنيا: إني دافن فيك خليلي، فاضطربت الدنيا اضطرابًا شديدًا، وتشامخت جبالها، وتواضعت منها بقعة يقال لها: حبرى، فقال الله تعالى لها: يا حبرى أنت شعوعي، أنت شعشوعي، أنت قدسي، أنت بيت قدسي، فيك خزانة علمي، وعليك أنزل رحمتي وبركاتي، وإليك أحشر خيار عبادي من ولد خليلي، فطوبى لمن وضع جبهته فيك لي ساجدًا، أسقيه من حظيرة قدسي، وآمنه أفزاع قيامتي، وأسكنه الجنة برحمتي، فطوباك، ثم طوباك، أدفن فيك خليلي.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا القاسم بن محمد ابن يزيد الزيات، قال: ثنا إبراهيم بن الحسين الدولابي، قال: ثنا أبي، قال: سمعت جدي محمد بن علي بن الأزهر يقول: سمعت أبا إسحاق كعب الأحبار يقول: إن سليمان بن داود لما فرغ من بناء مسجد بيت المقدس، أوحى الله تعالى إليه: أن ابن على قبر خليلي إبراهيم بناء؛ ليعرف به. فخرج سليمان، فبنى على موضع يسمى الرامة، فأوحى الله تعالى إليه: ليس هو هذا، ولكن انظر إلى النور المتدلي من السماء إلى الأرض. فنظر فإذا النور على بقعة يقال لها: حبرى، فعلم أن تلك المقصودة، فبنى عليه حيزًا على البقعة.