أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا إبراهيم بن إسماعيل الرقي، قال: ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: ثنا عمران بن موسى، قال: ثنا موسى بن محمد بن عطاء، قال: ثنا أبو خالد الدمشقي، عن مكحول، عن كعب الأحبار قال: أول من مات ودفن في أرض حبرى سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام، فخرج إبراهيم ذات يوم يطلب موضعًا لقبرها، فقدم على صفوان، وكان على دينه، وكان مسكنه في ناحية حبرى، فاشترى منه الموضع بخمسين درهمًا، وكان وزن الدراهم في ذلك العصر خمسة دراهم، فدفنت فيه سارة، ثم توفي إبراهيم فدفن لزيقها، ثم توفيت ربقة زوجة إسحاق النبي عليه السلام، ثم توفي إسحاق فدفن لزيقها، ثم توفي يعقوب -عليه السلام- فدفن في ذلك الموضع، ثم توفيت ليقا فدفنت معهم، فأقام ذلك الموضع على ذلك إلى زمان سليمان بن داود.
فلما بعث الله سليمان أوحى الله إليه: يا ابن داود، ابني على قبر خليلي حيزًا حتى يكون لمن يأتي بعدك، لكي يعرف. فخرج سليمان في بني إسرائيل من بيت المقدس، فأوحى الله تعالى إليه: يا سليمان، خالفت أمري. قال: يا رب غاب عني الموضع. فأوحى الله تعالى إليه: امض، فإنك ترى نورًا من السماء إلى الأرض، فإنه موضع قبر خليلي إبراهيم. فخرج سليمان فنظر، فأمر الجن أن يبنوا، فبنوا على موضع يقال له: الرامة، فأوحى الله تعالى إليه: أن هذا ليس هو الموضع، ولكن إذ رأيت النور قد التزق بعنان السماء. فخرج سليمان ثانية، فنظر إلى النور قد التزق بعنان السماء إلى