ثم تقول بعد ذلك: اللهم اجز محمد عنا أفضل ما جزيت مرسلاً عمن أرسل إليه، اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى، الله صلي على محمد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، وخيرتك من خلقك، صلاة زاكية ترفع بها درجته، وتشرف بها منزلته، وتظهر بها فضيلته، اللهم صلي على محمد كلما ذكره الذاكرون، وصلي على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون، وصلي على محمد في الأولين والآخرين، اللهم صلي على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، اللهم صلي على محمد، وزكنا بالصلاة عليه، أفضل ما زكيت أحدًا من خلقك بالصلاة عليه، والسلام عليه، ورحمة الله وبركاته.
وهذه الصلاة فيها آثار.
هذا كله وهو واقف مستقبل القبر، ويكره أن يضع يده على القبر، وأن يعانقه، ولا يقف، ويسلم عليه كما يسلم الحي على الحي، بوقار وسكون، كأنه مشاهده صلى الله عليه وسلم؛ فإن حرمته وهو ميت، كحرمته وهو حي.
ويستحب أن يكثر من الدعاء عنده، ويتوسل به إلى الله تعالى، فما توسل أحد إلا أجابه الله، ومن الدعاء المستحب عنده دعاء الفرج:
الذي حدثنا به الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله بدمشق، قال: ثنا الحسن ابن إسماعيل الضراب بمصر، قراءة عليه، قال: ثنا أحمد بن مروان المالكي، قال: ثنا يوسف بن عبد الله الحلواني، قال: ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن، قال: ثنا عوف الأعرابي، عن الحسن البصري أنه قال: هذا الدعاء هو دعاء